أخبار وتقارير

في الحديدة .. مرضى الفشل الگلوي يموتون ومرگز الغسيل متوقف

المستقلة خاص ليمنات

> غمدان أبو علي

نحن أمام ناسٍ وقع عليهم البلاء مرتين، مرة بالمرض الذي أصابهم وغير مجرى حياتهم، ومرة أخرى بدخولهم المستشفيات الحكومية للعلاج.. إنهم مرضى الفشل الكلوي في محافظة الحديدة، والذين تتخذ معاناتهم وجهاً داكناً، وطعماً ممزوجاً بالألم والمرارة والقهر..

ما زلنا نتذكر المأساة التي حدثت في مركز الغسيل الكلوي في الحديدة قبل عامين، عندما كان المرضى يموتون الواحد تلو الآخر بشكل شبه يومي، وما أشبه الليل بالبارحة، فالعداد الخاص بالموتى إهمالاً بدأ يتحرك، وقد يفضي إلى حصيلة كارثية، أسوأ بكثير مما سبق..

في الأسبوع قبل الماضي توفي اثنين من مرضى الفشل الكلوي بالمركز لعدم تمكنهم من الغسيل وتعاطي الحقن الخاصة بهم، لأن أطباء وكوادر المركز مضربون عن العمل، فمنهم من يطالب بالرواتب، ومنهم من يطالب بالتثبيت (المتعاقدين).. ورفضوا إجراء أي حالة غسيل للمرضى الذين يواجهون الموت.. إذا تواجه حالة المريض الكثير من المخاطر عندما يتأخر إجراء الغسيل لساعات، فكيف إذا استمر عدم إجراء الغسيل أيام وليالي طوال..

توفي محمد محمد إبراهيم 65 عاماً ومحمد شوقي محمد 50 عاماً بسبب عدم إجراء الغسيل، فمن هو المسؤول عن موتهما هل هم كوادر وموظفي مركز الغسيل بالحديدة، أم وزارة الصحة التي تغض الطرف عن وضع الأطباء وتتجاهل مشاكلهم، أم هي وزارة المالية التي تتعنت كعادتها وترفض إعطاء كل ذي حقٍ حقه، الدكتور علي الأهدل مدير مركز الغسيل الكلوي بالحديدة ناشد السلطة المحلية في المحافظة والجهات الرسمية والأهلية سرعة التدخل في حل هذه المشاكل وإنقاذ حياة المرضى المهددة بالخطر خصوصاً بعد وفاة مريضين فور وصولهم إلى المركز لعدم إجراء الغسيل لهم.

يؤكد العاملون في المركز أنهم يتعرضون لظلم كبير في حقوقهم وخصوصاً المتعاقدين حيث لا يستلم البعض سوى 20 ألف كمرتب شهري بل إن بعض العاملين لا يستلمون سوى ثمانية آلاف ريال، مما يجعلهم يشعرون بالظلم في ظل الظروف المعيشية الصعبة فقرروا الاضراب وربما يتعرض المركز للإغلاق بشكل كامل في وجه المرضى إذا لم يتم حل المشكلة مما يهدد حياة المرضى جميعاً بدون استثناء..

ويناشد المرضى الأخ رئيس الجمهورية والجهات الرسمية المختصة التحرك السريع والعاجل لإنقاذ حياتهم، والعمل على ضمان استمرار المركز بالعمل بصفة دائمة حتى يتسنى لجميع المرضى إجراء الغسيل بانتظام ووفقاً للمواعيد التي تقتضيها حالة كل واحدٍ منهم والتي يقررها الطبيب المختص.

زر الذهاب إلى الأعلى